الأربعاء، 15 يوليو 2009

التكنولوجيا متناهية الصغر (النانوتكنولوجيا)

250)this.width=250" border=0>
في عام 1986، وضع عالم الرياضيات الاميركي اريك دريكسلر، كتاباً اسمه “محركات التكوين”، بسَّط فيه الافكار الاساس لعلم النانوتكنولوجيا. وعرض فيه ايضاً المخاطر الكبرى المرافقة له. تتمثل الفكرة الاساس في الكتاب بان الكون كله مكون من ذرات وجزيئيات، وأن لا بد من نشوء تكنولوجيا للسيطرة على هذه المكونات الاساس. واذا عرفنا تركيب المواد، يمكن صناعة اي مادة، او اي شيء، بواسطة رصف مكوناتها الذرية ورصها الواحدة تلو الاخرى.وتنبأ العلماء بمستقبل واعد لهذه التقنية لذا اخذت الدول الصناعية تضخ الملايين من الدولارات من أجل تطويرها وقد وصل تمويل اليابان للبحوث إلى بليون دولار أما في الولايات المتحدة فهناك 40.000 عالم أمريكي لديهم المقدرة على العمل في هذا المجال ، وتقدّر الميزانية الأمريكية المقدمة لهذا العلم بتريليون دولار حتى عام 2015. كما أن شركات الكمبيوتر الكبرى المهتمة بالبحث العلمي، مثل (هيوليد باكارد) و(آي بي إم) و(ثري إم) تقوم بتخصيص ما يصل إلى ثلث المبالغ المخصصة للبحوث العلمية على التقنية النانوية، مثل زرع آليات دقيقة جدا في أجسادنا تكاد لا ترى بالأعين لها القدرة على أن تسري في الشرايين الدموية بسرعة البرق كميكانيكا جاهزة لإصلاح الأعطاب أو تدمير خلايا السرطان أو الأحجار في الدم.وهذا ليس خيالا، حيث تم غرس بعض رقاقات السليسيوم في الأيدي لتقوم مقام الخلايا المعطوبة، وقام الباحث الإنجليزي كينيث وارويك بزرع رقاقة الكترونية في جسده تفتح له باب منزله وتتعرف على كلمة السر عندما يريد فتح حاسبه الآلي. وصرح الباحث الفرنسي الكبير جويل دو روزني أمام الملأ بأن إمكانية زرع رقاقات مذوبة في بروتينات ( أو هيولينات) الجسد لها القدرة على التواصل في ما بينها أصبح ممكنا. بمعنى أن القدرة على تغيير الإنسان لذاته ممكن حدوثه بفضل الإلكترونيات الصغائرية التي من غايتها خلق علب تُخزن الإلكترون والمعلومات البيولوجية. وهذه الإلكترونيات الصغائرية ستحل يوما محل السلسيوم، لأنها كيماوية ولها قدرة التطابق مع الصغائر البيولوجية. أما آفاقها التطبيقية فلا حصر لها، منها مثلا إعادة النظر إلى المكفوفين والسمع … وقد يتعداه الى تحنيط جميع المعلومات التي يحتويها الذهن في أقراص ورقاقات الكترونية وتثبيتها من جديد في أي مخ أو على أي أعمدة وركائز نريد.ومن أهم الصناعات القادمة باستخدام هذه التقنية هي صناعة (الرواصف Assembler) وهو انسان آلي (روبوت) متناهي الصغر، لا يرى بالعين المجردة، ولا يزيد حجمه عن حجم الفيروس او البكتيريا. يملك الراصف “ايدي” تمكنه من الامساك بالذرة او الجزيء، ما يعطيه القدرة على تفكيك اي مادة الى مكوناتها الذرية الاصغر. وكذلك يقدر على رصف الذرات الواحدة قرب الاخرى، لصناعة كل شيء انطلاقاً من اي شيء تقريباً. ومثل كل روبوت، فانه مزود بعقل الكتروني، اي كومبيوتر، يدير كل اعماله. ويتحكم البشر بالرواصف عبر تحكمهم بالكومبيوترات التي تدير الرواصف وبرامجها.وتعد التطبيقات الطبية لهذه التقنيه من أهم التطبيقات الواعدة على الإطلاق، فمن المحتمل الحصول على مركبات نانوية تدخل إلى جسم الإنسان وترصد مواقع الأمراض وتحقن الأدوية وتأمر الخلايا بإفراز الهرمونات المناسبة وترمم الأنسجة .كما يمكن لهذه المركبات الذكية أن تحقن الأنسولين داخل الخلايا بالجرعات المناسبة أوتدخل إلى الخلايا السرطانية لتفجرها من الداخل و تدعى عندئذ بالقنابل المنمنمة.ويخشى بعض العلماء من استخدام مثل هذه التقنيات لإغراض لا إنسانية. وبحسب العالم بيل جوي هي تقنية مُبيدة عديدة المخاطر يمكن أن تؤدي لظهور آلة متقدمة تكنولوجيا ، دقيقة الحجم ، تستطيع أن تستنسخ نفسها كما تفعل الكائنات الحية الدقيقة ، وتتحول إلى جحافل من التجمعات الآلية الصغيرة تقتلع أي شيء في طريقها وتبيد كل أشكال الحياة على وجه الأرض.وبنظرة أخلاقية يمكننا القول أن النانوتكنولوجيا يمكن أن تطور هندسة إلكترونية بيولوجية، ما يعني في الأمد المنظور أن الاندماج بين الهندسة الإلكترونية والبيولوجيا الجزيئية سيكون من شأنه ابتكار جزيئات (صغائريات) قادرة على أن تُدمج بين العضوية الإنسانية الدقيقة والألياف الإلكترونية المجهرية، الأمر الذي يعد مؤشرا على ميلاد عصر جديد يجمع بين الإنسان والآلة وبين الطبيعي والاصطناعي في سلة واحدة، مما يجعل إمكانية تطوير حواس الإنسان مسألة جد واقعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق